الجبهة الوطنية التقدمية
آخر ورقة يمكن أن يغامر بها النظام السوري
محمد فاروق الإمام
تتداول بعض الأوساط من جهابذة السياسة في النظام السوري ورقة قد تكون آخر أوراق هذا النظام التي يمكن – بظنه – أن تكون طوق النجاة من غرقه الذي بات قاب قوسين أو أدنى أو تطيل عمره الذي يقصر يوماً بعد يوم، يرضي بها خصومه ممن ينادون بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث الحاكم القائد للمجتمع والدولة، وهو إن فعلها كمن يبدل خاتم السلطة من اليد اليمنى إلى اليد اليسرى.
الورقة التي يتداولها هؤلاء الساسة هي مسودة مشروع لنقل احتكار حزب البعث لقيادة الدولة والمجتمع إلى ظله غير المتجانس (الجبهة الوطنية التقدمية) التي تضم هياكل ديناصورات تمثل أحزاب منقرضة لا واقع لها على الأرض ولا قواعد تمثلها، صنعها حزب البعث والنظام وضخ فيها الحياة ليتكئ على عواجيزها ليقول للعالم أن النظام في سورية نظام ديمقراطي يقوده مجموعة من الأحزاب لها مكاتب ونشرات داخلية ولها ممثلين في الوزارة وفي مجلس الشعب، وهذا العالم الذي لا يريد النظام أن يراه أو يسمع به يعرف أن هذه الجبهة هي مجموعة خراف تُعلف على موائد السلطان مهمتها اجترار ما يقوله السلطان والتأمين على قراراته ومراسيمه دون إبداء أي رأي أو حتى التأفف أو التبرم، وقد يكون أحدهم ملكياً أكثر من الملك، فكم سمعنا من خطب في مناسبات حزبية لأحد هؤلاء العواجيز وهو يمجد القائد الملهم كما لم يمجده أحد من رفاقه (صفوان القدسي الأمين العام لحزب الإتحاد الاشتراكي العربي) ووصفه لهذا القائد بكلمات وصلت إلى التأليه والعبودية.
وإذا ما فعلها النظام ونقل مفعول المادة الثامنة التي تجعل من حزب البعث القائد والموجه للدولة والمجتمع إلى الجبهة الوطنية التقدمية، وقد يفعلها لغبائه وعمى بصيرته، فستكون هذه آخر أوراقه التي يمكن أن يلعبها وهو يواجه تصاعد وتيرة الاحتجاجات أفقياً وعمودياً المطالبة بإسقاطه ورحيله ويواجهها بقمع دموي ووحشي لا يزيد المحتجين إلا إصراراً على مطالبهم بإسقاط هذا النظام مهما ارتفعت فاتورة ثمن الحرية والكرامة التي تذوقوا شهدها وتنسموا عليل نسماتها منذ تفجر ثورتهم في الثامن عشر من آذار الماضي ولا يمكن العودة إلى عبودية ما قبل هذا التاريخ مهما ذبح شبيحة النظام ونكلوا وعذبوا، وهجّروا من أطفال ونساء وشيوخ إلى خارج حدود الوطن وحاصروا واستباحوا من مدن، فالشعب صامد لا تلين له قناة ولا تفل له عزيمة، فقد نطقت بعفوية إحدى حرائره وهي تودع ابنها الشهيد وتجهز للشهادة من بقي لديها من الأولاد مقولة عمر المختار: (نحن لا نستسلم نموت أو ننتصر)!!
آخر ورقة يمكن أن يغامر بها النظام السوري
محمد فاروق الإمام
تتداول بعض الأوساط من جهابذة السياسة في النظام السوري ورقة قد تكون آخر أوراق هذا النظام التي يمكن – بظنه – أن تكون طوق النجاة من غرقه الذي بات قاب قوسين أو أدنى أو تطيل عمره الذي يقصر يوماً بعد يوم، يرضي بها خصومه ممن ينادون بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث الحاكم القائد للمجتمع والدولة، وهو إن فعلها كمن يبدل خاتم السلطة من اليد اليمنى إلى اليد اليسرى.
الورقة التي يتداولها هؤلاء الساسة هي مسودة مشروع لنقل احتكار حزب البعث لقيادة الدولة والمجتمع إلى ظله غير المتجانس (الجبهة الوطنية التقدمية) التي تضم هياكل ديناصورات تمثل أحزاب منقرضة لا واقع لها على الأرض ولا قواعد تمثلها، صنعها حزب البعث والنظام وضخ فيها الحياة ليتكئ على عواجيزها ليقول للعالم أن النظام في سورية نظام ديمقراطي يقوده مجموعة من الأحزاب لها مكاتب ونشرات داخلية ولها ممثلين في الوزارة وفي مجلس الشعب، وهذا العالم الذي لا يريد النظام أن يراه أو يسمع به يعرف أن هذه الجبهة هي مجموعة خراف تُعلف على موائد السلطان مهمتها اجترار ما يقوله السلطان والتأمين على قراراته ومراسيمه دون إبداء أي رأي أو حتى التأفف أو التبرم، وقد يكون أحدهم ملكياً أكثر من الملك، فكم سمعنا من خطب في مناسبات حزبية لأحد هؤلاء العواجيز وهو يمجد القائد الملهم كما لم يمجده أحد من رفاقه (صفوان القدسي الأمين العام لحزب الإتحاد الاشتراكي العربي) ووصفه لهذا القائد بكلمات وصلت إلى التأليه والعبودية.
وإذا ما فعلها النظام ونقل مفعول المادة الثامنة التي تجعل من حزب البعث القائد والموجه للدولة والمجتمع إلى الجبهة الوطنية التقدمية، وقد يفعلها لغبائه وعمى بصيرته، فستكون هذه آخر أوراقه التي يمكن أن يلعبها وهو يواجه تصاعد وتيرة الاحتجاجات أفقياً وعمودياً المطالبة بإسقاطه ورحيله ويواجهها بقمع دموي ووحشي لا يزيد المحتجين إلا إصراراً على مطالبهم بإسقاط هذا النظام مهما ارتفعت فاتورة ثمن الحرية والكرامة التي تذوقوا شهدها وتنسموا عليل نسماتها منذ تفجر ثورتهم في الثامن عشر من آذار الماضي ولا يمكن العودة إلى عبودية ما قبل هذا التاريخ مهما ذبح شبيحة النظام ونكلوا وعذبوا، وهجّروا من أطفال ونساء وشيوخ إلى خارج حدود الوطن وحاصروا واستباحوا من مدن، فالشعب صامد لا تلين له قناة ولا تفل له عزيمة، فقد نطقت بعفوية إحدى حرائره وهي تودع ابنها الشهيد وتجهز للشهادة من بقي لديها من الأولاد مقولة عمر المختار: (نحن لا نستسلم نموت أو ننتصر)!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق