06‏/08‏/2011

يا حيف ... جيش العار في سوريا

يا حيف ... جيش العار في سوريا
د. إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
لا توجد كلمات يمكن أن تصف هذا المشهد المأساوي الذي تتحرك فيه دبابات ومدرعات جيش بلد لقتل أهل البلد لا الدفاع عنهم، دبابات صدأت على مدار عقود من الزمان لم تطلق فيها رصاصة على محتل غاصب، وإذا بها تنطلق اليوم من معسكراتها لترويع وقتل الناس دون تمييز وبوحشية منقطعة النظير.
رغم التكذيب والتضليل والتعتيم يشاهد العالم بأجمعه وعلى الهواء مباشرة وجسية وبربرية النظام السوري، وبشكل لا يدع مجالاً للشك للمدافعين وياستماتة عن هذا النظام البشع تحت حجج المقاومة والممانعة، مرددين أكاذيب النظام وببلاهة منقطعة النظير عن وجود مندسين ومسلحين وعن مؤامرة وغيرها من خزعبلات بنات أفكارهم.
لأكثر من شهر تظاهر مئات الآلاف في حماة ودير الزور – ناهيك عن باقي المدن والبلدات السورية - ولم تحدث حادثة مشينة واحدة، لم يسقط جريح واحد، لم تسجل حادثة اعتداء على مؤسسة أو مبنى أو أملاك عامة أو خاصة، مظاهرات يومية في قمة الانضباط والحضارة خرج فيها أبناء المدينيتين بالكامل دون أي مشاكل، ثم فجأة تقتحم دبابات جيش العار هذه المدن عشية بداية شهر رمضان، لتتحدث ومعها أبواق النفاق والعار عن وجود مسلحين وليسقط على أعتاب الشهر الفضيل العشرات من أبناء الشعب السوري برصاص جيشهم المفترض.
لا نسمع عن المسلحين إلا بدخول قوات الأمن من جيش العار، ولا يسقط ضحايا إلا بوجود قوات العار، ولا يتبخر الأمن والأمان إلا مع وصول مجرمي الفرقة الرابعة أو أشباههم، ورغم كل روايات النظام الكاذبة فشل هذا النظام في عرض صورة واحدة لاشتباكات مع مسلحين مفترضين، وارتضى أن يصف شعباً بأكمله بأنه محموعة من المندسين! ملايين السوريين هم مندسون، وشبيحة النظام هم الوطنيون – وعلينا أن نصدق ذلك ولا ننبس ببنت شفة!
إنه لعار وشنار على هكذا جيش يدعي العروبة والوطنية، وإنه لخزي إلى يوم الدين أن تصبح إمكانيات الجيش في خدمة الفرد والنظام لا الشعب والدولة.
اليوم أصبح واضحاً للجميع أن النظام الدموي في دمشق قد فقد كل مبررات وجوده، وأن الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أهلها وشعبها من الفتن التي يروج له النظام، يقتضي بلا شك اسقاط هذا النظام واحالة كل أركانه للمحاكمة لينالوا عقابهم.
لا يمكن أن يكون هذا هو الجيش العربي السوري، واستحالة أن يكون هؤلاء من أبناء سوريا، أو حتى من بني البشر، هم وحوش آدمية فقدت كل صلة بالأخلاق والضمير، تنتشي لمنظر الدماء، وتنتعش لرؤسة الجثث، ارضاءً لمن يصدر الأوامر من دمشق ومن مقر قيادة الفرقة الرابعة ومن عواصم أخرى لا تخفى على أحد.
يخطيء من يدافع عن النظام الدموي في دمشق ممن يسمون أنفسهم بمثقفين وممانعين وغيرها من المسميات التي سقطت مع أول رصاصة في صدور أبناء سوريا، ومع أول كلمة لرئيس مهتز في حالة طلاق مع الواقع، يخطيء هؤلاء ومعهم نظامهم ان ظنوا أن الأمور ستعود كما كانت، حتى لو لا سمح الله قمعوا الشعب السوري وثورته الشعبية العارمة والتي تتسع أفقياً وعمودياً، لقد سقط قناع الشعارات بالعروبة والوطنية والمقاومة والممانعة، وضحت صورة النظام الدموي الذي يكذب ثم يكذب ثم يكذب، ليتطاول "شبيحته" من "المثقفين" ضد كل من يرفض ترديد أكاذيبهم البائسة والمكشوفة، لنسألهم هل سيسروا لوجود نظام أسس لنفسه على جماجم شعبه من الأب للابن ليحكم نصف قرن بلا قانون تحت مسمى الطواريء؟ ولنسألهم أيضاً ما الذي اقترفته حماة أو دير الزور وقد خرجت عن بكرة أبيها للتظاهر سلمياً؟ وما هو المطلوب من الناس؟ الخضوع التام والاستسلام لنظام بغيض كريه لم يعد يطيقه أحد إلا من يدافع عنه من المستفيدين والمنتفعين والهائمين في شعارات بالية؟
يا حيف أنشدها سميح شقير في بدايات الثورة السورية، مع أول اشارت القمع الدموي الذي بدأ في درعا، لينتشر اليوم في كل ربوع سوريا، يا حيف نقولها للجبناء في دبابات النظام ومدرعاته، نقولها لأركان النظام البائد بإذن الله، نقولها للعرب وقادتهم المتفرجون الصامتون والمشاركون بالجريمة، ونقولها لأنفسنا لأننا نقف والعجز يقتلنا أمام هذا المشهد المأساوي.
بداية شهر رمضان المبارك نتوجه بالدعاء لنصرة أهلنا في سوريا وفي كل بلد عربي يواجه الظلم والقمع، ونبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يرينا في أنظمة القمع والظلم والاجرام عجائب قدرته، وأن يحمي بلادنا ممن يكيدون لها، وأن يخلصنا من البلطجية والبلاطجة والشبيحة.
يا حيف
لا نامت أعين الجبناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق