محمد فاروق الإمام
يعقد اليوم الاثنين 27 حزيران في فندق سمير أميس بالعاصمة دمشق الملتقى التشاوري الذي يضم عدداً من النخب السورية المعارضة والمستقلة تضم كتّاباً وصحافيين وفنانين وناشطين ومهتمين بالشأن العام، بعيداً عن مشاركة مسؤولين في النظام السوري أو موالين له أو أعضاء في حزب البعث الحاكم، بحسب تصريح الإعلامي المنسق للملتقى (محيي الدين عيسو) والذي قال إن المؤتمر سيعقد تحت شعار (سورية للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية) وأن هدف الملتقى هو مناقشة الوضع السوري الراهن وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية.
ولقد ثارت كثيراً من الزوابع حول شرعية الملتقى وتمثيله للمعارضة في سورية بين مسفّه ومؤيد ولا مبال، وحتى نكون منصفين علينا محاكاة ما أدلى به عدد من المشاركين من تصريحات يمكن أن تكون عناوين لما سيثار في هذا الملتقى، فهذا المحامي أنور البني يقول: (إن هذا الاجتماع الذي سيجمع نحو مئة مثقف ويستمر يوماً واحداً يهدف إلى بحث الوضع للخروج من الأزمة)، في حين أعلن الكاتب ميشيل كيلو أن (المعارضين لن يحاوروا النظام إذا لم يتوافر مناخ ملائم لذلك)، مضيفاً (أنه من حق الناس أن يتظاهروا سلمياً وينبغي الإفراج عن المعتقلين وعلى السلطات أن تعترف بوجود المعارضة في موازاة وقف استخدام القوة، وإلا لن ينجح الحوار).
هذه التصريحات التي هي جزء مما يطالب به الكثيرون في الشارع السوري تجعلنا نطمئن لمواقف هذه الشخصيات التي ستشارك في هذا الملتقى التشاوري.
وبعيداً عن التشنج والمغالاة علينا انتظار ما سيسفر عنه هذا الملتقى ونقرأ بيانه الختامي فإن كان يضع النقاط على الحروف بكلام صريح وواضح وبيّن لا لبس فيه ولا غموض معبراً عن مطالب الجماهير الثائرة والمعارضة التي تدعو صراحة إلى إسقاط النظام وإلى قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي ينعم فيها الجميع بالحرية والكرامة والعدل والمساواة، فإن ذلك سيعزز من موقف المعارضة وشخوص المجتمعين في الملتقى، ويمتن من اللحمة بينهم وبين الثائرين ويعطي لهم دفعة قوية تعزز من ثورتهم وتزيد من انكشاف عورات النظام وكذب دعاويه في صدق نواياه وجدية إعلانه عن سعيه للحوار مع المعارضة وممثلي الشارع الثائر، وبعكس ذلك فإن كان الإعلان الذي سيسفر عنه هذا الملتقى في ختام لقائه هزيلاً مفبركاً لخدمة النظام وطوقاً لنجاته فسيكون أول الخاسرين هذه النخبة التي دعت إلى هذا الملتقى وشاركت فيه، حيث ستفقد ما كسبته من حب وتعاطف الجماهير معها في السنوات الماضية، وستمضي الثورة كما هو مخطط لها في طريقها التي اختارته الجماهير السورية لها ثورة سلمية حتى إسقاط النظام وقيام الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على الحرية والكرامة والعدل والمساواة، ولن يبالي شبابها بالثمن الذي سيدفعونه لانتزاع الحرية والفوز بالكرامة، وقد وطنوا أنفسهم على دفعها وخاطوا أكفانهم بأيديهم ووضعوا أرواحهم على أكفهم (شهداء بالملايين إلى الجنة رايحين).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق